§¤~¤§ لنتعلـم كيــف نتــكلم §¤~¤§
امتدت الثقافات في مجتمعنا لتستوعب مساحات كبيرة من حياتنا, وانتشرت المناظرات الفكرية والحوارات مابين المثقفين
بصوره خاصه , أو الناس البسطاء بصوره عامه . ولكن في غمرة هذه التيارات , نسينا أو تناسينا أهم محور من محاور
العلاقات الإنسانية , وهو الذي يشكل حجر الأساس لعلاقتنا الاجتماعيه والوظيفية انه فن الحوار او الكلام , ينقصنا
للاسف ذلك الاسلوب الانساني الرفيع الذي يتسم بالنبل والحرارة ويتشبع بالوجه العاطفي , الذي يجمعنا مع الناس
في تواد وتراحم , فالحياة شغلتنا بهمومها المادية عن مراقبة ألفاظنا واساليبنا التي نسجت العداوانية شيئا من خيوطها
الباهته على مخارجها , فبانت مشربة بالقسوة والجمود بعض الشيء .
فكلام الانسان هو المقياس الذي يعبر عن ذخائره النفسية
كما يقول الإمام علي عليه السلام
(( تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه ))
وفن مخاطبة الناس سلوك اخلاقي يعبر عن ذخائر
الانسان ومكنوناته الروحية وقيمه الفكرية .
ناهيك عن تحديد صبغة اللهجه التي تخضع لمقاييس الانسان
الاخلاقية ومواقفه تجاه المؤثرات الخارجية .
اخر الابحاث الاجتماعية التي اجريت في بريطانيا ترى ان احد اسباب مشاكل الزوجين
يعود إلى غياب جودة الحوار بينهما ,
فصيغه الكلام وانتقاء الكلمات هما اللذان يعملان كمؤشر على احتداد المشكلة
أو انطفائها , فسيتطيع أحد الزوجين أن يوصل الفكرة إلى شريكه , ويمتص غضبه عندما يخاطبه بصيغه
مهذبة ونبرة هادئه ولون حميم , وعلى العكس يمكن ان يفجر غضبه عندما تصطبغ لهجته بالحدة والانفعال
وصيغة أمر أو وعيد , مما يستفز الآخر ويستثير غيظه , فيهدم معنى الحوار وتضيع اسبابه بشجار لا معنى
له , فتدخل الألفاظ اليابسه في الاسلوب القاسي الجاف , مما يدفع الآخرين إلى النفور من شريكه .
هنا يظهر ذكاء الإنسان وتهذيبه فيما يفكر ويوازن الأمور ليصل إلى غايته عبر اسلوب مهذب وصيغة
مشبعه بالمحبة والثقه لتذوب كل الحواجز والسدود بينه وبين الطرف الآخر , وكذلك اختيار الوقت المناسب
لاثارة حوار ما لأأة الاندفاع في مناقشه معينه , فلا أثقل على نفس الإنسان من مجادلته في وقت انشغاله او غضبه
أو حتى في غياب ذهنه ، لأنك ستأخذ منه المغلطات والتناقضات , ناهيك عن تصرفات البعض وسلوكياته المتسمه
بالعناد والتحدي والتي تتحول أحيانا إلى ثورة كلامية خالية من المحتوى تنتهي في الغالب إلى السباب والشجار .
فن الحوار لا يتعمد على الثقافه فقط وليس نوعا من البهرجة المزوقة , أو الاستعراض للعضلات الفكرية
والمعرفية أمام الناس في المناسبات الثقافية والتجمعات الفكرية , أنما هو نهج تربوي اخلاقي ينبغي
أن يربى عليه النشء منذ الصغر .
أن يتعلم الإنسان منذ الطفولة داخل البيت وفي المدرسة كيف يتكلم ؟
كيف يطلب حاجاته من الآخرين بأسلوب مهذب ؟
كيف يرفض أمرا لا يقتنع فيه بصيغه اخلاقية رفيعه لايجرح فيها الطرف الآخر ..؟
كيف يقنع الناس بفكرة دون تسفيه لآراء الآخرين أو تشويه لافكارهم ؟
كيف يلقي التحية مقبلا وكيف يودع الناس مدبرا..؟
يتعلم ويتمرن بالممارسة اليومية على الصيغه الإنسانية المهذبة في الحديث والتي تقربه من الناس وتوثق علاقاته
بهم , حتى ينضج ويتفهم مستقبلا من أين ينطلق في الحديث , ومتى يتحدث ؟ ومتى يصمت ؟ لينتقي
الكلمات المناسبة في مواقعها الصحيحة فالحديث مع المسن يتختلف عن الحديث مع الصغير , ومخاطبة المرأه
تختلف عن مخاطبة الرجل وترويض النفس على امتصاص غضب الأخرين عبر المدراة النفسية لطبعائهم وشخصياتهم
وتدارك المواقف الحساسه بكلمات رقيقه تحتوى بذكاء كل الرواسب السلبية الممكن حدوثها في النفس ,
فالرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم يقول (( مدارة الناس نصف الأيمان )) .
امتدت الثقافات في مجتمعنا لتستوعب مساحات كبيرة من حياتنا, وانتشرت المناظرات الفكرية والحوارات مابين المثقفين
بصوره خاصه , أو الناس البسطاء بصوره عامه . ولكن في غمرة هذه التيارات , نسينا أو تناسينا أهم محور من محاور
العلاقات الإنسانية , وهو الذي يشكل حجر الأساس لعلاقتنا الاجتماعيه والوظيفية انه فن الحوار او الكلام , ينقصنا
للاسف ذلك الاسلوب الانساني الرفيع الذي يتسم بالنبل والحرارة ويتشبع بالوجه العاطفي , الذي يجمعنا مع الناس
في تواد وتراحم , فالحياة شغلتنا بهمومها المادية عن مراقبة ألفاظنا واساليبنا التي نسجت العداوانية شيئا من خيوطها
الباهته على مخارجها , فبانت مشربة بالقسوة والجمود بعض الشيء .
فكلام الانسان هو المقياس الذي يعبر عن ذخائره النفسية
كما يقول الإمام علي عليه السلام
(( تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه ))
وفن مخاطبة الناس سلوك اخلاقي يعبر عن ذخائر
الانسان ومكنوناته الروحية وقيمه الفكرية .
ناهيك عن تحديد صبغة اللهجه التي تخضع لمقاييس الانسان
الاخلاقية ومواقفه تجاه المؤثرات الخارجية .
اخر الابحاث الاجتماعية التي اجريت في بريطانيا ترى ان احد اسباب مشاكل الزوجين
يعود إلى غياب جودة الحوار بينهما ,
فصيغه الكلام وانتقاء الكلمات هما اللذان يعملان كمؤشر على احتداد المشكلة
أو انطفائها , فسيتطيع أحد الزوجين أن يوصل الفكرة إلى شريكه , ويمتص غضبه عندما يخاطبه بصيغه
مهذبة ونبرة هادئه ولون حميم , وعلى العكس يمكن ان يفجر غضبه عندما تصطبغ لهجته بالحدة والانفعال
وصيغة أمر أو وعيد , مما يستفز الآخر ويستثير غيظه , فيهدم معنى الحوار وتضيع اسبابه بشجار لا معنى
له , فتدخل الألفاظ اليابسه في الاسلوب القاسي الجاف , مما يدفع الآخرين إلى النفور من شريكه .
هنا يظهر ذكاء الإنسان وتهذيبه فيما يفكر ويوازن الأمور ليصل إلى غايته عبر اسلوب مهذب وصيغة
مشبعه بالمحبة والثقه لتذوب كل الحواجز والسدود بينه وبين الطرف الآخر , وكذلك اختيار الوقت المناسب
لاثارة حوار ما لأأة الاندفاع في مناقشه معينه , فلا أثقل على نفس الإنسان من مجادلته في وقت انشغاله او غضبه
أو حتى في غياب ذهنه ، لأنك ستأخذ منه المغلطات والتناقضات , ناهيك عن تصرفات البعض وسلوكياته المتسمه
بالعناد والتحدي والتي تتحول أحيانا إلى ثورة كلامية خالية من المحتوى تنتهي في الغالب إلى السباب والشجار .
فن الحوار لا يتعمد على الثقافه فقط وليس نوعا من البهرجة المزوقة , أو الاستعراض للعضلات الفكرية
والمعرفية أمام الناس في المناسبات الثقافية والتجمعات الفكرية , أنما هو نهج تربوي اخلاقي ينبغي
أن يربى عليه النشء منذ الصغر .
أن يتعلم الإنسان منذ الطفولة داخل البيت وفي المدرسة كيف يتكلم ؟
كيف يطلب حاجاته من الآخرين بأسلوب مهذب ؟
كيف يرفض أمرا لا يقتنع فيه بصيغه اخلاقية رفيعه لايجرح فيها الطرف الآخر ..؟
كيف يقنع الناس بفكرة دون تسفيه لآراء الآخرين أو تشويه لافكارهم ؟
كيف يلقي التحية مقبلا وكيف يودع الناس مدبرا..؟
يتعلم ويتمرن بالممارسة اليومية على الصيغه الإنسانية المهذبة في الحديث والتي تقربه من الناس وتوثق علاقاته
بهم , حتى ينضج ويتفهم مستقبلا من أين ينطلق في الحديث , ومتى يتحدث ؟ ومتى يصمت ؟ لينتقي
الكلمات المناسبة في مواقعها الصحيحة فالحديث مع المسن يتختلف عن الحديث مع الصغير , ومخاطبة المرأه
تختلف عن مخاطبة الرجل وترويض النفس على امتصاص غضب الأخرين عبر المدراة النفسية لطبعائهم وشخصياتهم
وتدارك المواقف الحساسه بكلمات رقيقه تحتوى بذكاء كل الرواسب السلبية الممكن حدوثها في النفس ,
فالرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم يقول (( مدارة الناس نصف الأيمان )) .